استشهاد “بيليه فلسطين”.. الاحتلال يقتل نجم الكرة سليمان العبيد أثناء انتظاره للمساعدات
رصاصة إسرائيلية تنهي حياة أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية
ودّعت الساحة الرياضية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، النجم الكروي سليمان العبيد، الذي استُشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كان ينتظر المساعدات الإنسانية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
الشهيد العبيد، البالغ من العمر 41 عامًا، انضم إلى قائمة طويلة من الرياضيين الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 660 رياضيًا وفق إحصائيات رسمية.
اتحاد الكرة الفلسطيني ينعى الأسطورة العبيد
نعى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لاعبه السابق، واصفًا إياه بـ”شهيد الوطن وأسطورة الرياضة الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن “العدوان الإسرائيلي لم يكتفِ بتدمير الملاعب والمنشآت الرياضية، بل استهدف الإنسان الرياضي الفلسطيني بشكل مباشر”.
وأكد الاتحاد أن فقدان العبيد يشكّل “خسارة كبيرة للكرة الفلسطينية التي لطالما افتخرت بما قدّمه من عطاء داخل الملعب وخارجه”.
من خدمات الشاطئ إلى قمة المجد مع الأمعري
بدأ سليمان العبيد مسيرته الكروية في قطاع غزة مع نادي خدمات الشاطئ، حيث تألق بسرعة لافتة ومهارات استثنائية. انتقل بعد ذلك إلى صفوف نادي الأمعري في الضفة الغربية، وهناك قاد الفريق لتحقيق إنجاز تاريخي بالتتويج بأول نسخة من دوري المحترفين الفلسطيني عام 2010.
هداف الدوري وأسطورة الملاعب الغزية
عاد العبيد إلى قطاع غزة ليواصل مسيرته مع نادي غزة الرياضي، حيث لمع نجمه بشكل لافت وتُوّج هدافًا للدوري المحلي في موسمين متتاليين (2015-2016 و2016-2017)، مسجلًا أرقامًا تهديفية مميزة.
عرفه جمهور الكرة في فلسطين بعدة ألقاب مثل “الغزال”، “الجوهرة السمراء”، “هنري فلسطين”، و”بيليه الكرة الفلسطينية”، تقديرًا لموهبته الفنية وأسلوبه الذي جمع بين السرعة والمهارة.
أهداف لا تُنسى في مسيرة دولية لافتة
خلال مسيرته الدولية، ارتدى العبيد قميص المنتخب الوطني الفلسطيني، وتمكّن من تسجيل أربعة أهداف دولية. وكان أبرزها هدفًا مذهلًا سجّله بضربة مقصية في شباك اليمن، خلال منافسات بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2010، ليخلّد اسمه ضمن أبرز من مثّلوا فلسطين كرويًا في المحافل الخارجية.
أكثر من 100 هدف في مسيرة ذهبية
سجّل سليمان العبيد خلال مشواره الكروي أكثر من 100 هدف، موزعة بين الدوري المحلي والمسابقات الرسمية والودية، ما يجعله من بين أكثر اللاعبين الفلسطينيين تهديفًا في العصر الحديث.
كان العبيد يتمتع بحس تهديفي عالٍ وقدرة على قراءة الملعب، مما جعله الخيار الأول لكبرى الأندية الفلسطينية طوال أكثر من عقدين من الزمن.
استهداف الرياضيين.. وجه آخر للعدوان على غزة
يمثل استشهاد سليمان العبيد مثالًا حيًا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق القطاع الرياضي الفلسطيني. وأكدت تقارير رسمية أن العدوان أدى إلى استشهاد أكثر من 660 رياضيًا منذ أكتوبر 2023، إلى جانب تدمير أكثر من 150 منشأة رياضية، في استهداف مباشر لمجال يُعد من أبرز أدوات الصمود الفلسطيني.
وتحذّر مؤسسات حقوقية ورياضية دولية من أن استمرار هذا الاستهداف قد يترك آثارًا مدمّرة على مستقبل الرياضة في غزة، ويحرم الأجيال القادمة من ممارسة أبسط حقوقها.