روبرت دي نيرو يخطف الأضواء في “كان”: رحلة الأسطورة

حضور استثنائي في ندوة مهرجان كان
شهدت ندوة “الأسطورة روبرت دي نيرو” ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي حضورًا غير مسبوق من النقاد وصنّاع السينما ومحبي الفن السابع، حيث تحدث النجم العالمي بإسهاب عن طفولته، وتأثره بوالده الفنان التشكيلي، كما استعرض محطات مسيرته الفنية الحافلة التي توّجها بعدة جوائز أوسكار والسعفة الذهبية.
التزام بالسينما وقضايا الإنسان
شكلت مشاركة دي نيرو في الندوة حدثًا بارزًا، حيث كشف عن جوانب إنسانية وفنية جديدة أثرت الجمهور والعاملين في مجال السينما، مؤكدًا التزامه الدائم بقضايا الإنسان عبر الفن. وأعادت الندوة مع المخرج مارتن سكورسيزي تعريف معنى السينما الحقيقية وروائع الإنتاج الكلاسيكي.
من الطفولة الخجولة إلى دروس الدراما
روى دي نيرو عن بداياته قائلاً: “كنت طفلاً خجولًا، يطلقون عليّ ‘بوبي الحليبي’ لشحوب وجهي، لكنني وجدت في الدراما طريقًا مختلفًا”. ترك الدراسة في سن السادسة عشرة ليلتحق بدروس التمثيل، وشارك لأول مرة في مسرحية “الدب” لتشيخوف. أما أول ظهور سينمائي له فكان في فيلم “ثلاث غرف في مانهاتن” عام 1965.
الانطلاقة الحقيقية مع سكورسيزي
بدأ دي نيرو مسيرته السينمائية مع المخرج بريان دي بالما في ثلاثة أفلام كوميدية، لكن بصمته الكبرى جاءت مع المخرج مارتن سكورسيزي في فيلم “شوارع الشر” عام 1973، حيث لعب دور “جوني بوي” الناري، وبدأت حينها رحلة التألق.
في العام التالي، فاز بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن شخصية “فيتو كورليوني الشاب” في فيلم “العراب: الجزء الثاني”. وتواصلت النجاحات مع فيلم “سائق التاكسي” (1976) الذي نال عنه السعفة الذهبية، مؤكداً مكانته كأحد أبرز نجوم الفن السابع عالميًا.
تعاون تاريخي مع عمالقة السينما
شهدت مسيرة دي نيرو تعاونات لافتة مع كبار المخرجين، أبرزهم سكورسيزي الذي أخرج له عدة أفلام خالدة مثل “الثور الهائج” الذي حاز بفضله على أوسكار آخر، و”الأصدقاء الطيبون”، و”كازينو”. كما ترأس لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2011، وقدم السعفة الذهبية للمخرج تيرينس مالك عن فيلمه “شجرة الحياة”.
في عام 2023، عاد مجددًا للعمل مع سكورسيزي في فيلم “قتلة زهرة القمر”، وهو عمل ملحمي يسرد فصولًا مظلمة من تاريخ أميركا.
فيلم وثائقي شخصي يكشف أسرار الحياة
فاجأ دي نيرو جمهوره بالإعلان عن مشروع فيلم وثائقي عن حياته، بالتعاون مع الفنان الفرنسي “جاي آر”، يتناول علاقته بوالده الفنان، ويستعرض مقاطع أرشيفية من حياته الشخصية والمهنية. وقال جاي آر: “لسنا متأكدين إلى أين سنصل، لكننا نكشف عن إنسان حقيقي خلف الأسطورة”.
ويتضمن الفيلم أيضًا ظهورًا خاصًا لسكورسيزي، الذي يتحدث عن علاقته الطويلة بدي نيرو، في سردٍ بصري يعكس مسيرة فنية وإنسانية نادرة.
رسالة سياسية من قلب المهرجان
في ختام الندوة، عبّر دي نيرو عن امتنانه للمهرجان، وأشاد بكلمة ليوناردو دي كابريو، الذي قدّمه للسعفة الذهبية، قائلاً: “إنها لحظة تاريخية.. نحن نقاتل للحفاظ على الديمقراطية”. كما طالب بإلغاء السياسات الضريبية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على صناعة السينما، داعيًا إلى دعم أوسع للفن السابع في بلاده.