كولر عن تجربته مع الأهلي: مصر مختلفة تمامًا عن أوروبا

أجرى المدير الفني للنادي الأهلي، مارسيل كولر، حوارًا صحفيًا مع صحيفة “كيكر” الألمانية، تحدث خلاله عن مشواره مع المارد الأحمر وكيفية تأقلمه مع الحياة في مصر، بالإضافة إلى رؤيته لكرة القدم المصرية.

التكيف مع الحياة في مصر

وصف كولر تجربته في مصر بأنها “مليئة بالإثارة”، مؤكدًا أنها مختلفة تمامًا عن أوروبا ولا يمكن مقارنتها بها بأي شكل من الأشكال. وأشار إلى أنه اكتسب خبرات جديدة خلال العامين والنصف الماضيين.

وعن التحديات التي واجهها في البداية، قال: “القاهرة مدينة ضخمة تضم 22 مليون نسمة، والازدحام المروري لا يتوقف أبدًا. كنت أعيش في فندق بعيد عن مقر التدريبات، مما جعل الرحلة تستغرق أكثر من ساعة يوميًا، لكن الآن انتقلت إلى مكان أقرب، وأصبحت الأمور أكثر راحة”.

الفروقات الثقافية والتنظيمية

أكد كولر أن الحياة في مصر مختلفة من حيث التنظيم، موضحًا: “ليس كل شيء منظمًا كما هو الحال في أوروبا، وأحيانًا يجب أن تتصرف وفقًا للحدس. على سبيل المثال، يرتبط الأمر بالدين، حيث يؤدي اللاعبون الصلاة خمس مرات يوميًا، مما يؤثر على مواعيد التدريبات”.

وأضاف كولر وفق ما نقلته “بطولات”: “في بعض الأحيان، يتم تحديد موعد لاجتماع ولا يحضر الجميع في الوقت المحدد، لكن يجب أن تتكيف مع ذلك ولا تتعامل معه بنفس الدقة الصارمة كما هو الحال في سويسرا أو ألمانيا”.

ضغط المباريات والسفر الشاق

تحدث كولر عن الضغط الكبير الذي يواجهه في الأهلي، قائلًا: “كرة القدم هنا لها شعبية هائلة، وهناك عدد كبير من المباريات كل ثلاثة إلى أربعة أيام. منذ أسابيع، لعبنا مباراة في دوري أبطال إفريقيا في جنوب إفريقيا، واستغرقت الرحلة 14 ساعة، وهو أمر لا يحدث في أوروبا”.

وأضاف: “الإجهاد البدني كبير، فنحن لا نسافر في درجة رجال الأعمال بل نحاول النوم بأي طريقة ممكنة على المقاعد. لكن اللاعبين معتادون على ذلك، وعليك كمدرب أن تكون متفهمًا إذا شعروا بالتعب أو تعرضوا لآلام عضلية”.

تقييم مستوى كرة القدم في مصر

أشاد كولر بمستوى الأندية الكبرى في مصر مثل الأهلي والزمالك وبيراميدز، لكنه أشار إلى حاجة قطاع الشباب لمزيد من التطوير، خاصة في الجوانب التكتيكية التي يتم التركيز عليها بشكل أكبر في أوروبا.

كما انتقد جودة بعض الملاعب، موضحًا: “نلعب في استاد القاهرة، وهو أفضل ملعب في البلاد، لكن هناك خمسة أو ستة فرق أخرى تستخدمه أيضًا. أما الملاعب الأخرى، فعادة ما يكون العشب طويلًا وأقل جودة”.

التأقلم مع الحياة في القاهرة

أوضح كولر أنه زار القاهرة لأول مرة عام 1988 مع منتخب سويسرا، لكنه عندما عاد كمدرب للأهلي، كان يعلم أنه بحاجة للتأقلم مع نمط الحياة.

وقال: “أحيانًا أشعر بالانزعاج لأنني أعلم أن الأمور يمكن أن تكون أكثر تنظيمًا، لكن في النهاية، المصريون عاشوا هنا لآلاف السنين قبل أن آتي، لذلك لا يحتاجون إلى كولر ليعيد ترتيب كل شيء من الصفر” (ضاحكًا).

وأضاف: “الحياة هنا لها طابع مختلف، يوم الجمعة في مصر يشبه يوم الأحد في أوروبا، حيث يكون أكثر هدوءًا. لكن في أيام الأسبوع، عندما تواجه حركة المرور لأول مرة، لا يسعك إلا أن تبتسم”.

واختتم حديثه قائلًا: “في أوروبا، كل شيء منظم بدقة، أما هنا، فهناك مساحة أكبر للناس ليكونوا على طبيعتهم، وهذا ما يجعل التجربة مثيرة ومختلفة”.